بحث عن البدعة ، وحديث " كل بدعة ضلالة "

البدعة
·       البدعة لغة .
-       قال الراغب الأصفهاني في ( مفردات القرآن ) الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا اقتداء وإذا استعمل في الله تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان وليس ذلك إلا الله والبديع يقال للمبدع نحو قوله {بديع السماوات والأرض}

·       البدعة شرعاً .
-       وأخرج البيهقي عن الإمام الشافعي في مناقبه: المحدثات ضربان: ما أُحدث يخالف كتابا أو سنة أو إجماعا فهو بدعة الضلالة وما أحدث في الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهو محدثة غير مذمومة.
-       حتى إنه نفى اسم البدعة عما له أصل في الشرع فقال  رضي الله عنه : كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت أو لما هو أفضل منه أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به.
-       هذا وقد أثبت القرآن الكريم جواز ابتداع ما فيه خير وزيادة قربى إلى الله فقد قال أبو أمامة - رضي الله عنه -:  إن الله فرض عليكم صوم رمضان ولم يفرض قيامه وإنما قيامه شيء أحدثتموه فدوموا عليه فإن أناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعا فعابهم الله بتركها فقال: { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} الطبراني

·       أنواع البدع .

-       فقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم.

-       حتى إن بعض العلماء أوصلها إلى خمسة أقسام:
واجبة: تعلم النحو ، ونظم ادلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين.
مندوبة: الأذان على المنابر، وتصنيف كتب العلم وبناء المدارس وغير ذلك.
مباحة: استعمال المنخل والتوسع في المأكل والمشرب.
مكروهة: تزيين المصاحف وزخرفة المساجد.
محرمة: وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة، ولم يحتوِ على مصلحة شرعية.
وأما حديث : " كل بدعة ضلالة " فهو من قبيل العام المخصوص .

-       قال الحافظ ابن رجب في شرحه للحديث: المراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة.
-       وقال الحافظ ابن حجر: المراد بقوله (كل بدعة ضلالة) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام.
-       فليس هذا الحديث إذا كلية تقتضي شمول الضلالة لكل محدث بل هو من قبيل العام المخصوص أو العام الذي أريد به الخصوص .

-       أمثلة على العموم التى يراد بها الخصوص.
1-       من ذلك قول الله عز وجل : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} واسم الموصول من حيث العموم ولكن مما لا شك فيه أن عيسى عليه السلام وأمه والملائكة عُبِدوا من دون الله لكنهم غير مقصودين في الآية فتبين أنه من العام الذي أريد به الخصوص .

2-               ومنه قوله تعالى { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } وأبواب الرحمة لم تفتح عليهم .

3-               ومنه قوله تعالى { وشاورهم في الأمر}.فمن المعلوم أنه لا يشاورهم في التشريع والأحكام قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه : {وشاورهم في الأمر}.أي في بعض الأمر.

4-               ومنه قوله- صلى الله عليه وآله وسلم - : " الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " وأجمع الشراح على أنه ليس على عمومه مع أن فيه الكلية (كل) .

-       ويخصص حديث : " كل بدعة ضلالة " الحديث الذي روته سيدتنا عائشة رضي الله عنها عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -  أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
( أخرجه البخاري في خلق أفعال العبد ومسلم  وأحمد  في المسند ، وابن حبان في صحيحه).

-       قال ابن رجب: هذا الحديث يدل منطوقه على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود ويدل بمفهومه على أن كل عمل عليه أمره فهو غير مردود .
-       وقال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه.

مما تقدم تبين لنا أنه ليس معنى ترك النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - للشيء هو أن ذلك الشيء لا يجوز فعله فإن القاعدة الأصولية مشهورة بين أهل العلم : (ترك الشيء لا يدل على حرمته) ونقصد بالترك أن يترك النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا لم يفعله أو تركه السلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنهي عن ذلك الشيء المتروك بمقتضى تحريمه أو كراهته.

-       ثم إن للترك أنواع ومنها:

-       أن يكون تركه عادة كترك النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - أكل الضب في حديث سيدنا خالد أنه دخل مع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - بيت ميمونة فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - بيده فقيل: هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: « لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه» قال خالد: فاجتررته فأكلته والنبي- صلى الله عليه وآله وسلم – ينظر. 
أخرجه البخاري (5537) ومسلم (1945) وأبو داود (3794) وابن ماجه (3251) ومالك (2/968) والطبراني في ال كبير (3816) والشافعي (2/174) والنسائي (4327).
والحديث يدل على أمرين:
1- أن تركه للشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه.
2- أن استقذاره الشيء لا يدل على تحريمه أيضا.

-       أن يكون تركه نسيانا سهوا - صلى الله عليه وآله وسلم - في الصلاة فترك منها شيئا فسئل: هل حدث في الصلاة شيء؟. قال « إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ».                                                                              أخرجه البخاري (1225) ومسلم(572) والدارقطني (1/375) وأبو داود (1020) والنسائي (1240) ومختصرا وابن ماجه (1211) وابن حبان (2662) وابن أبي شيبة (2/25) وأبو عوانة (2/202) وأحمد (1/379).
-        
-       أن يكون تركه مخافة أن يفرض كصلاة التراويح.
-       أن يكون تركه لعدم تفكيره فيه ولم يخطر على باله - مثل إحداث المنبر له - صلى الله عليه وآله وسلم - .
-        أن يكون تركه لدخوله في عموم آيات أو أحاديث كتركه كثيرا من المندوبات لأنها مشمولة في قوله تعالى : " وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" وغيرها.
-        
-        أن يكون تركه خشية تغير قلوب بعض الصحابة قال- صلى الله عليه وآله وسلم - لعائشة رضي الله عنها : ( لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزمته بالأرض وجعلت له بابين باب شرقيا وبابا غربيا فبلغت به أسس إبراهيم عليه السلام) .
أخرجه مسلم (1333) والنسائي (2903) وابن حبان (3818) وأحمد (6/179 - 180) وأبو يعلى (4628).

والترك وحده إن لم يصحبه نص على أن المتروك محظور لا يكون حجة في ذلك بل غايته أن يفيد أن ترك ذلك الفعل مشروع.

-       وهذه قاعدة في الأصول وأدلتها هي:

-        أحدها: أن الذي يدل على التحريم ثلاثة أشياء:
     I.            النهي المطلق نحو " ولا تقربوا الزنا "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" .
 II.            لفظ التحريم نحو  ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ   ) .
III.            ذم الفعل نحو قوله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا) .
والترك ليس واحدا من هذه الثلاثة فلا يقتضي التحريم.

-        ثانيها : إن الله تعالى قال "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" . ولم يقل ما تركه فانتهوا عنه فالترك لا يفيد التحريم.

-       ثالثها: قال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - : «ما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه».  ولم يقل ما تركته فاجتنبوه فكيف دل الترك على التحريم؟
أخرجه البخاري (7288) ومسلم (6068) وأحمد (2/258) والبغوي (1/199) وابن حبان (18).

-        رابعها: أن الأصوليين عرفوا السنة بأنها قول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - وفعله وتقريره ولم يقولوا وتركه لأنه ليس بدليل.
-        
-       خامسها: تقدم أن الترك يحتمل أنواعا غير التحريم والقاعدة الأصولية ( أن ما دخله الإحتمال سقط به الاستدلال ).
-        
-       بل إنه ترك بعض المندوبات عمدا مخافة أن تفرض على أمته أو يشق عليهم إذا هو فعلها ، فها هي سيدتنا عائشة تخبرنا بذلك فتقول: (إن الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم - يترك العمل وفعله أحب إليه خشية أن يستن به الناس فيفرض عليهم وكان يحب ما خفف عليهم) . أخرجه البخاري (1177).

-       وقالت رضي الله عنها : ( خرج النبي  - صلى الله عليه وآله وسلم -  من عندي مسرورا ثم رجع وهو كئيب فقال: «إني دخلت البيت وددت أني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي بعدي» وفي رواية «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي» وفي رواية: « لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها إني أخاف أن أكون شققت على أمتي») .
أخرجه أبو داود (1784) والحاكم (1762) وصححه ووافقه الذهبي.

-       من هذا المنطلق فعل كثير من الصحابة باجتهاداتهم أمورا فكانت سنة الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم - وطريقته قبول ما كان من العبادة والخير ويتفق مع المشروع ولا يخالفه ورد ما كان مخالفا لذلك فهذه سنته وطريقته التي سار عليها خلفاؤه وصحابته واقتبس منها العلماء رضوان الله عليهم قولهم: إن ما يحدث يجب أن يعرض على قواعد الشريعة ونصوصها فما شهدت له الشريعة بالحسن فهو حسن مقبول وما شهدت له الشريعة بالمخالفة والقبح فهو المردود وهو البدعة المذمومة وقد يسمون الأول بدعة حسنة من حيث اللغة باعتباره محدثا وإلا فهو في الواقع ليس ببدعة شرعية بل هو سنة مستنبطة ما دامت شواهد الشريعة تشهد له بالقبول.

-       سماها بذلك سيدنا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه حين قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) .
أخرجه مسلم (2348) والنسائي (2553) وأحمد (4/357) مختصرا والترمذي (2675) وابن ماجه (203).


ولنورد الآن بعض الصور من عمل الصحابة

·        في عهد النبوة وإتيانهم بما لم يروا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - يفعله او يقوله أو إقراره- صلى الله عليه وآله وسلم - على افعالهم:

1-               عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: (كان الناس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - إذا جاء الرجل وقد فاته شيء من الصلاة أشار إليه الناس فصلى ما فاته ثم دخل في الصلاة ثم جاء يوما معاذ بن جبل فأشاروا إليه فدخل ولم ينتظر ما قالوا فلما صلى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - ذكروا له ذلك فقال لهم النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - « سن لكم معاذ» . أخرجه الطبراني (20/271).

2-                وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم - قال لبلال عند صلاة الفجر: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دُف نعليك في الجنة» قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي . أخرجه البخاري (1149) ومسلم (6274)
وقال الحافظ ابن حجر في ( الفتح) : يستفاد منه جواز الاجتهاد في توقيت العبادة لأن بلالا توصل إلى ما ذكره بالاستنباط فصوبه الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم - .

3-               وعن سعيد بن المسيب أن سيدنا بلالا اتى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - يؤذن بصلاة الفجر ، فقيل : هو نائم فقال: «الصلاة خير من النوم»أخرجه ابن ماجه بإسناد رجاله ثقات (707). فأقرت في صلاة الفجر.

4-                وعن سيدنا رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: صليت مع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - فعطست فقلت الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما انصرف قال: (من المتكلم؟ ثلاثا) فقلت أنا فقال: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها . أخرجه الترمذي (404).

5-                عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: إن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - مر على أعرابي وهو يدعو في صلاته: يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ولا يخش الدوائر ويعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ولا تواري منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر إلا يعلم ما في قعره ولا جبل إلا يعلم ما في ورعه اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه . فوكل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالأعرابي رجلا فقال : ( إذا صلى فأتني به) وكان قد اهدي لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - ذهب من بعض المعادن فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب وقال: (ممن انت يا أعرابي) فقال من بني عامر بن صعصعة يا رسول الله قال يا أعرابي هل تدري لما وهبت لك الذهب قال : للرحم الذي بيني وبينك قال- صلى الله عليه وآله وسلم - « إن للرحم حقا ولكن وهبت لك الذهب لحسن ثنائك على الله» .                                                                            اخرجه الطبراني في الأوسط (9444) ورجاله رجال الصحيح والهيثمي في مجمع الزوائد (10/17267).


نبذة مما أحدثه الصحابة رضي الله عنهم بعد عهد النبوة .

-       صلاة التراويح عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسدد فإذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر رضي الله عنه : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: نعمت البدعة هذه والتي ناموا عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله .

-       الأذان الثانى وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء وهي دار في سوق المدينة وسمي هذا الأذان ثالثا باعتبار إضافته إلى الأذان الأول والإقامة ويقال له ثان بإسقاط اعتبار الإقامة .
أخرجه البخاري (912) وابن ماجه (1135) وابن خزيمة (1773) وأبو داود (1087) واحمد (3/449) والنسائي (1391) والترمذي (516).

-        تعدد صيغ التلبية وعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنه ان تلبية رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وكان عبدالله بن عمر يزيد في تلبيته: لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل . أخرجه البخاري (2/170) ومسلم (1184)

-       جمع القران  وحكى ابن المنذر ذلك عن جابر وأنس والحسن والحسين رضي الله عنهم: جاء سيدنا عمر بن الخطاب إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه يقول له: يا خليفة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -  أرى القتل قد استمر في القراء فلو جمعت القرآن في مصحف فيقول الخليفة: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -  ؟ فيقول عمر: إنه والله خير ولم يزل به حتى قبل فيبعثان إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فيقولان له ذلك فيقول: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -  ؟ فيقولان له : إنه والله خير فلا يزالان به حتى شرح الله صدره كما شرح صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
أخرجه البخاري (4679) والترمذي (3103) وأحمد (1/10) والنسائي في فضائل القرآن (20).

-       ولما جمع زيد بن ثابت القرآن في مصحف وضعها عند أبي بكر فلما توفي كانت عند عمر فلما توفي كانت عند حفصة وفي أوائل خلافة عثمان رضي الله عنه حصل الاختلاف في قراءة القرآن فقال حذيفة بن اليمان لعثمان رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة ، قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق وأهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضا فارسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي علينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وأرسل إلى كل أفق بمصحف وحبس واحدا بالمدينة وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ان يحرق وتركوا القراءات الشاذة.  وهذا العمل وإن لم يكن على عهد النبوة لكنه يعد من أهم وأكبر حسنات سيدنا عثمان وأكثرها فائدة للإسلام والمسلمين.

-       التسبيح بالحصى  وأخرج أحمد في الزهد عن سيدنا أبي صفية رضي الله عنه - رجل من الصحابة كان خازنا - أنه كان يسبح بالحصى.
-       وسيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أيضا صح عنه أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به. وقد قال رضي الله عنه : (إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ذنبي)
أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4/94).

-       وعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما أن المسجد على عهد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -  كان مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه ابو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -  باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج (خشب هندي).





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: