مقدمة عن التصوف



-        إن الإسلام الحقيقي هو إتباع لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم  عن الله سبحانه وتعالى والإيمان به مع الإذعان .
-        وقد نقلت إلينا تعاليم الإسلام من النبي صلى الله عليه وآله وسلم  عن طريق صحابته الذين أخذوا عنه الشريعة ، وكذلك أخذها عنهم الذين تبعوهم وسموا باسم التابعين وهم الذين صحبوا من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  ، وقد نقلت عنهم الوراثة النبوية العلمية فأخذ عنهم تابعو التابعين ودونوا الشريعة وتفرد بها العلماء فمنهم من تخصص بالحديث النبوي الشريف وأصبح من الحفاظ  ، وكذلك تفرد أناس بعلوم الآلة ( النحو والصرف والبلاغة ).

-        وتفرد بعضهم بعلم التفسير وتفرد بعضهم بعلم الفقه ، وتفرد بعضهم بعلم التربية السلوك والعمل ، وقد دونت العلوم المنقولة وسميت بأسماء ومصطلحات : فسمي من اشتغل بالحديث الشريف (محدثا) ومن اشتغل بالنحو (نحويا) ، ومن اشتغل بالتفسير (مفسرا) ، ومن اشتغل بالفقه (فقيها) ، ومن اشتغل بالتربية والسلوك في طريق الله (صوفيا) .

-        كل هذه الأسماء لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما هي إلا مصطلحات لأسماء العلوم الشرعية التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكل من تسمى بواحد من هذه الأسماء وغيرها لا يخرج عن تسميته مسلما، وليس كل اسم أو وصف لم يأت في القرآن الكريم أو السنة الشريفة يحرم التسمي به بل جائز شرعا فقد سمى الله سبحانه وتعالى المسلمين بأسماء عديدة ( السابقين ، المقربين ، الصادقين ، الشهداء ، الصالحين ، الأولين ، الآخرين ، المخبتين.. ) فكل اسم ذكر له اشتقاق.

-        ووفق الرؤية الإسلامية ليس التصوف مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان (وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

-        وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فجعلوه علما سموه بـ علم التصوف ، أو علم التزكية ، أو علم الأخلاق ، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده،

-        ومن أشهر هذه الكتب قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق ، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، والرسالة القشيرية للإمام القشيري.

-        وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل النووي والغزالي والعز بن عبد السلام كما القادة مثل صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح والأمير عبد القادر وعمر المختار   . وغيرهم الكثير..





التعليقات
1 التعليقات

هناك تعليق واحد: