ذو الوجهين
-
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا
وتجدون خيار الناس في هذا الشأن يعني الإمارة أشدهم له كراهة وتجدون أشر الناس ذا
الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ] ] .
-
وروى البخاري أنه قيل لعبدالله بن عمر : إننا كنا ندخل على
سلطاننا فنقول بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد
رسول الله صلى الله عليه و سلم .
-
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ ذو
الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار ] ] ورواه أبو
داود والطبراني وابن ماجه بنحوه .
-
وروى ابن أبي الدنيا والطبراني والأصبهاني مرفوعا : [ [ من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار
] ] . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله
عليه و سلم ) أن لا نتهاون باستهزائنا بأحد من خلق الله عز و جل .
-
وذلك بأن نأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه على وجه الاستهزاء لا
على وجه المداراة لأن الله تعالى لم يؤاخذ المنافقين بقولهم للذين آمنوا إنا معكم
فقط وإنما آخذهم بقولهم إنما نحن مستهزئون ولذلك لما رد الله عليهم لم يرد إلا
استهزاءهم فقط فقال الله يستهزئ بهم فافهم فإن هذا من لباب التفسير .
-
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ حتى
يدخل به حضرات الأولياء ويعرف قدر عظمة المؤمن ومن هو المخاطب بالاستهزاء به و
والله لولا الجهل لكان الإنسان يستحق باستهزائه نحو دخول النار .
-
فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد وإلا فمن
لازمك أن تكون ذا وجهين وذا لسانين والله عليم حكيم