خمسة وخميسة

0 التعليقات

اعتاد العرب وخاصة المصريون على أنهم اذا أرادوا أن يحصنوا أنفسهم من الحسد أن يرفعوا كف يدهم فى وجه من يعتقدون فيه الحسد ، ويقولون " خمسة وخميسة " .

ويعتقد بعض الناس أن كلمة خمسة وخميسة هى كلمة شركية أو أن لها أصل عند اليهود .
ولكن الحقيقة أن هذه الكلنة تدل على ما هو معهود عند المصريون من محبة أهل البيت وموالاتهم والإعتقاد فى صلاحهم وطهارتهم وومكانتهم العالية فى الدين التى جاءت الأحاديث الكثيرة التى تدل على علو قدمهم وشرفهم !
وان المصريون لم يستخدموا هذه الكلمة من عبث ولكن عن فهم لصحيح الدين على مذهب أهل السنة والجماعة .
ان أصل هذه الكلمة ان المصريون وكأنهم عندما يرفعوا أصابع يدهم ويقولون خمسة وخميسة ؛ كأنهم يقولون " حصنت نفسى منك بالخمسة أصحاب العباءة " والمعروفين فى الحديث الشريف

حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، أنا ابن نمير قثنا عبد الملك، حدثني أبو ليلى، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة، فدخلت بها عليه، فقال: «ادعي لي زوجك وابنيك» ، قالت: فجاء علي وحسن وحسين، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة، وهو على منامة له على دكان، تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، قالت: فأدخلت رأسي البيت قلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: «إنك إلى خير، إنك إلى خير»
عند أحمد فى فضائل الصحابة (996)

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «إنك إلى خير»
سنن الترمذى (5/699) حديث [3871]. قال الترمذي : (( هذا حديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب )) .

وهذه يعنى أنهم ( رسول الله - السيدة فاطمة الزهراء - سيدنا على - سيدنا الحسن - سيدنا الحسين )





تابع القراءه »

لا نؤذي أحدا من خلق الله

0 التعليقات


-         روى أبو داود وغيره مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ [ لا تنزع الرحمة إلا من شقى ] ] .
-         وروى الحاكم وغيره : [ [ أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال له : إن رحمتها رحمك الله ] ] . يعني إذا ذبحتها فاذبحها وأنت راحم لها وليس المراد أن يترك ذبحها أصلا .
-         وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة واذبحوها صالحة ] ] .
-         وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ أن رجلا دنا من بئر فنزل وشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له ذلك فأدخله الجنة ] ] .
-         وروى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعا : [ [ من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن يعتقه ] ] .
-         وروى الطبراني وغيره مرفوعا ورواته ثقات : [ [ من ضرب مملوكا ظلما اقتص منه يوم القيامة ] ] .
-         وروى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ [ إخوانكم خولكم فضلكم الله تعالى عليهم فمن لا يلائكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله ] ] .
-         وروى أبو يعلي والطبراني : [ [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا وصيفة له وهي تلعب فلم تجبه وقالت لم أسمعك يا رسول الله لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك ] ] . وفي رواية : [ [ لضربتك بهذا السواك ] ] .
-         وروى مسلم وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال : [ [ لعن الله الذي وسمه ] ] .
-         وروى الطبراني وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الضرب في الوجه . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن لا نؤذي أحدا من خلق الله تعالى بضرب أو هجر أو كلام أو نحو ذلك إلا بأمر شرعي .
-         وقد عدوا الإضرار بالناس من الأمور التي تقارب الكفر وأنشدوا في ذلك :
كن كيف شئت فإن الله ذو كرم ... وما عليك إذا ما أذنبت من باس
إلا إثنتين فلا تقربهما أبدا ... الشرك بالله والإضرار بالناس .
-         وإيضاح ذلك أن حقوق الآدميين مبنية على المشاححة من أصحابها إذا نوقشوا الحساب يوم القيامة ولا يخرج عن حكم هذه المناقشة إلا أفراد من الناس والجمع الغفير كلهم يناقشون ويحصي الله تعالى عليهم مثاقيل الذر لعدم مناقشتهم نفوسهم في دار الدنيا وتركها هملا كالبهائم السارحة بخلاف الأفراد الذين ناقشوا نفوسهم في حقوق الله تعالى وحقوق عباده لا يناقشون في الآخرة لأنهم قضوا ما عليهم في الدنيا وإن وقعت مناقشة فإنما هي في أمور يسيرة خفيت عليهم ففرطوا فيها . والله أعلم .
-         واعلم أن من أشد الناس مناقشة ومشاححة لخصمه يوم القيامة العلماء الذين لا يعملون بعلمهم فإياك أن تؤذي أحدا منهم فإنك لا تقدر على أن ترضيه في الدار الآخرة أبدا لكثرة إفلاسه وفقره من الأعمال الصالحة فإن المسامحة معدودة من صدقات العبد والصدقة لا تكون إلا على ظهرغنى ومن كان فقيرا شح ضرورة ولو أنه أعطى أحدا شيئا تبعته نفسه قهرا عليه فإياك وغيبة كل فاسق في دار الدنيا إلا بشرطه بل قال بعضهم في معنى حديث لا غيبة في فاسق أي احفظوا لسانكم في حقه ولا تغتابوه فجعل لفظة لا ناهية .
-         فإياك يا أخي أن تستغيب فاسقا أو تؤذيه أو تشق عليه أو تستعمل عبدك أو أمتك في أمر يعجزان عنه أو تحمل دابتك فوق طاقتها أو تسم شيئا من الحيوانات بالنار إلا بأمر شرعي كوسم إبل الصدقة أو غنمها أو كي الحيوان لمرض ونحو ذلك وقد نصحتك والله إني أعرف من بعض الحساد الذين تمكن فيهم البغضاء والحسد أنه لو عرض عليه بعض أعدائه يوم القيامة جميع أعماله الصالحة ليأخذوا ثوابها في نظير غيبة واحدة فيه ما رضي بها فكيف حال من لا تحصي غيبته في الناس فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




تابع القراءه »

من تتبع عورة الناس

0 التعليقات


-         روى الترمذي وابن حبان في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد على المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : [ [ يامعشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تزدروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ] ] .
-         وفي رواية لابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ [ لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا عثراتهم ] ] . زاد في رواية لأبي داود : [ [ ولا تغتابوهم ] ] .
-         وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ [ إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم ] ] .
-         وفي رواية لأبي داود مرفوعا : [ [ إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم ] ] . والله تعالى أعلم.
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن لا نطلق أبصارنا في عيون الناس ولا نسأل قط عن تحقيق ما سمعناه في حقهم من التهم ونحفظ أسماعنا وأبصارنا عن مثل ذلك فمن شق جيب الناس شقوا جيوبه ومن كان عليه دين قديم قضاه لا محالة .
-         وكان الحسن البصري رضي الله عنه يقول : والله لقد أدركنا أقواما كانت عيوبهم مستورة فبحثوا عن عيوب الناس فأظهر الله عيوبهم ورأينا أقواما ليس لهم عيوب فبحثوا عن عيوب الناس فأحدث الله لهم عيوبا .
-         قال : ولقد عايرت مرة رجلا بذنب فلحقني ذلك الذنب بعد خمسة عشرة سنة . ووقع أن فقيرا عندنا في الزاوية تجسس ليلة على أخيه لسوء ظنه به فأصبح في بيت الوالي وحصل له ضرب شديد حتى كاد يموت .
-         فإياك يأخي والتجسس على عيب أحد فإن هذا العهد قد قل العمل به في غالب الناس فلم يزل الواحد منهم يتجسس على معرفة عيوب الناس ونقائصهم ثم غاية أمره احتقار الناس وازدراؤهم ومخالفة أمر الشارع صلى الله عليه و سلم في قوله .
-         فيحتاج العامل بهذا العهد إلى سلوك الطريق على يد شيخ مرشد حتى يصير يحترم الوجود كاملا ويعظه لكونه من شعائر الله كل شيء بما يناسبه على الوجه الشرعي وأيضا فإنه صنعة الله تعالى وصنعته كلها حسنة والقبيح إنما هو عارض عرض من حيث الصفات لا الذوات وجميع ما أمرنا الله بمعاداته إنما هو من حيث الصفات فلو أسلم اليهودي وحسن إسلامه أمرنا بمحبته فما زالت منه إلا صفة الكفر وذاته لم تتغير .
-         وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول من إكرام الله وإكرام رسول الله صلى الله عليه و سلم إكرام جميع المسلمين . { والله غفور رحيم }



تابع القراءه »

ذو الوجهين

0 التعليقات


-         روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خيار الناس في هذا الشأن يعني الإمارة أشدهم له كراهة وتجدون أشر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ] ] .
-         وروى البخاري أنه قيل لعبدالله بن عمر : إننا كنا ندخل على سلطاننا فنقول بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم .
-         وروى الطبراني مرفوعا : [ [ ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار ] ] ورواه أبو داود والطبراني وابن ماجه بنحوه .
-         وروى ابن أبي الدنيا والطبراني والأصبهاني مرفوعا : [ [ من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار ] ] . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن لا نتهاون باستهزائنا بأحد من خلق الله عز و جل .
-         وذلك بأن نأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه على وجه الاستهزاء لا على وجه المداراة لأن الله تعالى لم يؤاخذ المنافقين بقولهم للذين آمنوا إنا معكم فقط وإنما آخذهم بقولهم إنما نحن مستهزئون ولذلك لما رد الله عليهم لم يرد إلا استهزاءهم فقط فقال الله يستهزئ بهم فافهم فإن هذا من لباب التفسير .
-         ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ حتى يدخل به حضرات الأولياء ويعرف قدر عظمة المؤمن ومن هو المخاطب بالاستهزاء به و والله لولا الجهل لكان الإنسان يستحق باستهزائه نحو دخول النار .
-         فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد وإلا فمن لازمك أن تكون ذا وجهين وذا لسانين والله عليم حكيم



تابع القراءه »

المحافظة على الوضوء

0 التعليقات



- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن نسبغ الوضوء صيفا وشتاء امتثالا لأمر الله واغتناما للأجر الوارد في ذلك في الشتاء ولأنه ربما استلذت الأعضاء بالماء البارد في الصيف فيبالغ المتوضئ في الإسباغ لحظ نفسه فينبغي أن يتنبه المتوضئ لمثل ذلك ويسبغ امتثالا للأمر لا لاستلذاذ الأعضاء بالماء وهذا سر أمر الشارع لنا بالوضوء ليقول العبد لنفسه إذا استلذ بالماء في الصيف وادعت أنها مخلصة في ذلك إنما هذا لحظ نفسك بدليل نفرتك من إسباغ الوضوء في الشتاء فلو كان إسباغك الوضوء في الصيف امتثالا لأمر الله لكنت تسبغين ذلك في الشتاء من باب أولى لأنه وعدك بالأجر عليه أكثر وهذا الأمر يجري مع العبد في أكثر المأمورات الشرعية فيفعلها العبد بحكم العادة مع غفلته عن امتثال الأمر وعن شهود الشارع فيفوته معظم الغرض الذي شرعت تلك الطاعة له وهو الفوز بمجالسة الشارع في امتثال أوامره واجتناب نواهيه فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ ناصح يرشده إلى تخليص العمل لله من حظ النفس . { والله عليم حكيم }

- روى ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما وابن حبان في صحيحه مرفوعا : استقيموا ولن تحصوا أعمالكم واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ عليها إلا مؤمن
قلت : أي مؤمن بأنه في حضرة الله على الدوام إذ الإيمان يتخصص في كل مكان بحسبه فإذا جاء عقب قول من ينكر البعث مثلا لا يؤمنون فمعناه لا يؤمنون بالبعث وإذا جاء ذلك عقب قول من ينكر الحساب فمعناه لا يؤمنون بيوم الحساب وهكذا القول في نحو حديث : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
أي بأن الله يراه فلو آمن بأن الله يراه على الكشف والشهود حال الزنا ما قدر على الزنا فافهم فلا يلزم من نفي الإيمان بشيء من التكاليف مثلا نفي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وغير ذلك ويحتمل أن يكون المراد نفي سائر صفات الإيمان لكون الإيمان كله كالجزء الواحد إذا انتفى بعضه انتفى كله كما قالوا في الإيمان بالرسل أنه إذا لم يؤمن ببعض الرسل لا يصح له إيمان . والله تعالى أعلم
-         وروى الطبراني مرفوعا : حافظوا على الوضوء وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنها ليس أحد عاملا عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به
-         وروى الإمام أحمد بإسناد حسن مرفوعا : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء . يعني ولو كانوا غير محدثين
-         وروى ابن خزيمة في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ [ يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي ] ] فقال بلال يا رسول الله : [ [ ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده ] ] فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا بلغت . ومعنى خشخشتك : أمامي أي رأيتك مطرقا بين يدي كالمطرقين بين يدي ملوك الدنيا قاله الشيخ محي الدين في الفتوحات المكية . والله تعالى أعلم
-         وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه مرفوعا : من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات
-         قال الحافظ عبدالعظيم رحمه الله وأما الحديث الذي يروى مرفوعا : الوضوء على الوضوء نور على نور . فلا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه و سلم ولعله من كلام بعض السلف . والله تعالى أعلم
-        
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن نحافظ على دوام الوضوء وعلى تجديده لنكون مستعدين لقبول الواردات الإلهية فإن صدقته تعالى على عباده لا تنقطع ليلا ولا نهارا ومن كشف الله تعالى عن بصيرته وجد نفسه جالسا بين يدي الله عز و جل على الدوام وهذا أمر يتأكد فعله على أكابر العلماء والصالحين لأن معظم الواردات الإلهية في العلوم الظاهرة والباطنة تنزل عليهم وقد أغفل ذلك كثير منهم
- وممن رأيته على هذا القدم من أولياء العصر الشيخ محمد بن عنان والشيخ داود والشيخ محمد العدل ومن أكابر الدولة بمصر الأمير محي الدين بن أبي الأصبغ ووالده الأمير يوسف ومن المباشرين عبدالقادر الزرمكي ومن التجار جلال الدين بن فاقوسة ومن العلماء أخي العبد الصالح شمس الدين الشربيني وصاحبه الشيخ صالح السملي ومن جماعة الوالي الحاج أحمد القواس حتى إنه سمع شخصا نائما أخرج ريحا في المسجد فامتنع من النوم في المسجد خوفا أن يخرج منه ريح في النوم فإذا كان هذا يقع من الأمراء وغلمان الوالي فالعلماء والصالحون أولى بالمواظبة على الطهارة
-         ورأيت سيدي محمد بن عنان إذا كان في الخلاء وأبطأ عنه ماء الوضوء ضرب بيده على الحائط وتيمم حتى لا يمكث بلا طهارة وإن لم تجز له الصلاة بذلك التيمم
-         وقد رأيت الشيخ تاج الدين الذاكر المدفون بزاويته في حارة حمام الدود بمصر كلما يصلي بوضوئه صلاة ما يجدد الوضوء وكان لا يدخل الخلاء إلا من الجمعة إلى الجمعة وبقية الأسبوع كله على طهارة ليلا ونهارا مع أكله وشربه على حكم عادة الناس فسألت أصحابه عن ذلك فقالوا : كل شيء نزل جوفه احترق من شدة الحال
-         وكان سيدي محمد بن عنان يقلل الأكل جدا حتى لا يدخل الخلاء إلا قليلا ويقول : إن أحدنا مجالس لله على الدوام ولو لم يشعر بذلك وإذا قال الملك لعبده تهيأ لمجالستي فإني أريد أنك تجالسني ثلاثة أيام مثلا فمن أدبه أن يستعد لذلك بقلة الأكل والشرب وإلا لزمه أن يقوم من تلك الحضرة الشريفة إلى البول والغائط وهو مكشوف السوءتين والشياطين حوله لا يقربه ملك وهو جالس في مكان نجس على أقبح صورة وأنتن ريح
-         وكذلك بلغنا عن الإمام البخاري أنه كان يقلل الأكل حتى انتهى أكله إلى تمرة أو لوزة في كل يوم من غير ضرر
-         وكذلك بلغنا عن الإمام مالك أنه كان يأكل كل ثلاثة أيام أكلة واحدة ويقول أستحي من ترددي للخلاء بين يدي الله عز و جل
-         ولما حج أخي الشيخ أفضل الدين أحرم بالحج مفردا فمكث نحو خمسة عشر يوما لا يبول ولا يتغوط يقول : أستحي من الله أن أقذر هذه الأرض المشرفة بشيء من فضلاتي
-         وكذلك رأيت أخي الشيخ أبا العباس الحريثي رحمه الله كان لا يدخل الخلاء إلا قليلا فبهدى هذه الأشياخ يا أخي اقتد وقد أنشد سيدي أبو المواهب من موشح :
أنت حاضر في الحضرة ... ليت شعري هل تدري
فتحتاج يا أخي إلى شيخ يسلك بك حتى تعرف عظمة الله تعالى وتعرف مقدار حضرته وأهلها وتصير يشق عليك مفارقتها حتى ترى الضرب بالسيف أهون عليك من مفارقتها وإلا فمن لازمك التهاون بها لأنك لم تعرف للحضور مع الله طعما والله يتولى هداك 


تابع القراءه »

إن لم تستحى .

0 التعليقات


-          روى الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه مرفوعا : [ [ الحياء من الإيمان ] ] .
-         وفي رواية للشيخين مرفوعا : [ [ الحياء لا يأتي إلا بخير ] ] .
-         وفي رواية لمسلم : [ [ الحياء خير كله ] ] .
-         وفي رواية للترمذي : [ [ الحياء والعي شعبتان من الإيمان ] ] والعي :  قلة الكلام .
-         وروى الطبراني وأبو الشيخ : [ [ أنهم قالوا يا رسول الله الحياء من الدين ؟ فقال صلى الله عليه و سلم بل هو الدين كله ] ] .
-         وروى الطبراني وغيره ورواته محتج بهم في الصحيح مرفوعا : [ [ لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ] ] .
-         وروى مالك وابن ماجه مرفوعا : [ [ إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ] ] .
-         وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعا : [ [ وما كان الحياء في شيء إلا زانه ] ] .
-         وروى الحاكم وغيره وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعا : [ [ الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ] ] .
-         وروى أبو الشيخ : [ [ الحياء شعبة من الإيمان ولا إيمان لم لا حياء فيه ] ] .
-         وروى الترمذي والطبراني موقوفا ومرفوعا : [ [ استحيوا من الله حق الحياء قالوا : يا نبي الله إنا لنستحيي والحمد لله قال : ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ] ] . والله تعالى أعلم .

( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن نستحيي من الله حق الحياء سرا وجهرا حتى لا يكون لنا سريرة سيئة نخشى من ظهورها وفضيحتها لا في الدنيا ولا في الآخرة ونأمر جميع إخواننا بذلك .
-         ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح يسلك به حضرات القرب ويدخله حضرات الإحسان حتى لا يكاد يخرج منها إلا في النادر وهناك يكون شهوده للحق تعالى مستداما فتارة يرى أن الله يراه وتارة يؤمن بأنه جليس الله وإن كان لا يراه كالأعمى يعرف أنه جليس زيد وإن كان لا يراه ومن لم يسلك على يد شيخ فمن لازمه غالبا قلة الحياء مع الله تعالى حتى في صلاته .
-         وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : لا يبلغ أحد مقام الحياء مع الله تعالى حتى يتعطل كاتب الشمال فلا يجد شيئا يكتبه في حقه أبدا وحتى يصير لا يتجرأ على مد رجله إلا إن استأذن الحق ولا يأكل شهوة إلا إن استأذن الحق ولا ينظر نظرة إلا إن استأذن الحق ولا يتكلم كلمة إلا إن استأذنه وهكذا هذا في الأمور العادية أما الأمور المشروعة فيكتفي فيها بالإذن العام .
-         وبالجملة فكل من وقع في شهوة كمعصية أو مكروه فما استحيى من الله حق الحياء المشروع .
-         وبلغنا أن سيدي إبراهيم بن أدهم مد رجله ليلة في الظلام فسمع قائلا يقول : يا إبراهيم ما هكذا تجالس الملوك فضم رجله ولم يمدها إلى أن مات رحمه الله .
-         وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : من استحيى من الله استحيا الله منه يوم القيامة أن يؤاخذه ومن غضب إذا انتهكت حرمات الله غضب الله إذا انتهكت له حرمته كذلك ومن لم يستح من الله لم يستح الله من عذابه ومن لم يغضب لله تعالى لا يغضب الله لأجله وهكذا فمجازاته تعالى كالفرع في هذه الأمور وإن كان الأصل منه كما قال : { فاذكروني أذكركم } وكما قال : { إن تنصروا الله ينصركم } .
-         وسألت شيخ الإسلام زكريا رحمه الله عن الفرق بين الحياء الشرعي والحياء الطبيعي فقال : الفرق بينهما هو أن الحياء الشرعي يكون فيما أمر به الشارع أو نهى عنه فيستحيي من الله أن يترك مأمورا أو يقع في منهي والحياء الطبيعي يكون فيما سكت عنه الشارع من الأمور العادية كأن يستحيي أن يخرج بعمامة لا تليق به أو يخرج إلى السوق بغير رداء على كتفه ونحو ذلك . ومن الفرق أيضا أن يكون تقبيحه للأمور تبعا للشارع لا بحكم الطبع كما يقع فيه غالب الناس فيقع في الغيبة والنميمة ولا يستقبح ذلك ويستقبح أكل الشيء المخدر أو شرب القهوة أو الجلوس على دكان حشاش مع أن ذلك أخف من إثم الغيبة والنميمة بيقين ولو أنه مشى على الحياء الشرعي لاستقبح ما قبحه الشارع أكثر مما قبحه الطبع . فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك .



تابع القراءه »

نعم الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش

0 التعليقات




لا يكاد ينقطع عجبنا من مهاجمة بعض المتطرفين لأَتْبَاع الإمام الأشعري ولأتباع الأئمة الأربعة و للسادة الصوفية ، مع تزكية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهؤلاء ، فقد جاء في مستدرك الحاكم بسند صحيح حديث رقم: (8300) والطبراني في الأوسط رقم: ( 1482) والكبير رقم:(1216) وأحمد في المـسند رقم: ( 18977) وابن حجر في الإصابة رقم (685) عن عبد الله بن بشر عن أبيه رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( لتَفْتَحُنَّ القسطنطينية ، ولنعم الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش )
والأمير الذي فتح القسطنطينية هو محمد الفاتح ، وكان حنفيَّ المذهب، ماتريدي المعتقد، صوفَّي المشرب، وكان الجيش الذي معه كلهم من أتباع الأئمة الأربعة ، وعلى طريقة أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي في الاعتقاد، وعلى مذهب أهل التصوف في السير والسلوك، ومع ذلك نجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثني على الأمير وعلى ذلك الجيش أيضا ويزكيهم ، فهذه التزكية لها قيمتها ودلالتها التي لا تخفى على أحد، والتي تفيد صحة ما عليه أتباع الأئمة الأربعة، فقهاً واعتقاداً وتصوفاً - و هو منهج الأزهر الشريف -، لأنهم مشمولون بقول النبي صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم، ( ولنعم الجيش ذلك الجيش )، وأي طعن بعد ذلك على هؤلاء السادة الكرام الغرر الدرر يعد ردا على رسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه يعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مدح أقواما، وهم بنظره القاصر موضع ذَمٍّ وتكفيٍر وضلال، والمشتكى إلى الله سبحانه وتعالى.

تابع القراءه »

قل للأعرابى لا يحاسبنا ولا نحاسبه

0 التعليقات




بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً يقول: يا كريم فقال النبي خلفه: يا كريم فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم فقال النبي خلفه : يا كريم فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟ قال الاعرابي : لا قال النبي : فما ايمانك به؟ قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال النبي: يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد: إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب ؟ قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه, وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه فبكى النبي حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد, إن الله يقرئك السلام , ويقول لك : يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة  

تابع القراءه »

من أقوال الشيخ إبراهيم القرشى الدسوقى رضى الله عنه

0 التعليقات



·        من لم يكن متشرعا متحققا نظيفا عفيفا شريفا فليس من أولادى ولو كان ابنى لصلبى ، وكل من كان من المريدين ملازما للشريعة والحقيقة والطريقة والديانة والصيانة و الزهد والورع وقلة الطمع فهو ولدى وإن كان من أقصى البلاد .
·        وكان  يقول : لا يكمل العبد حتى يكون محبا لجميع الناس مشفقا عليهم ساترا لعوراتهم .
·        وكان  يقول : الشريعة أصل والحقيقة فرع ، فالشريعة جامعة لكل علم مشروع والحقيقة جامعة لكل علم خفى وجميع المقامات مندرجة فيها .
·        وكان  يقول : يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه فى تأديته فرضه ونفله ، ولا يشتغل بالفصاحة والبلاغة فإن ذلك شغل له عن مراده، بل يفحص عن آثارالصالحين فى العمل ويواظب على ذكرالله عز وجل .
·        وكان  يقول : أكل الحرام يوقف العمل ويوهن الدين ، وقول الحرام يفسد على المبتدأ عمله ، والطعام الحرام يفسد على العامل عمله،  ومعاشرة أهل الأدناس تورث الظلمة للبصر والبصيرة .
·        وكان  يقول : إن الله عز وجل يحب من عباده أخوفهم منه وأطهرهم قلبا وفرجا ولسانا ويدا وأعفهم وأعفاهم وأكرمهم وأكثرهم ذكرا وأوسعهم صدرا .
·        وكان  يقول : إياكم ومؤاخاة النساء وإطلاق البصر فى رؤيتهن فإن هذا كله نفوس وشهوات ، ومن أحدث فى الطريق ما ليس فيه فليس هو منا ولا فينا  قال الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) .
·        وكان  يقول : أحبب الله يحبك أهل الأراضين والسماء، وأطعه يطع لك الجن والإنس والهواء .
·        وكان  يقول : من اشتغل من المريدين بالفصاحة والبلاغة فقد تودّع منه الطريق وما اشتغل أحد بذلك إلا وقطع به ، أما حكايات الصالحين وصفاتهم فمطالعتها للمريد تساعده على التشبه والاقتداء بهم ما لم يكتفى بالقراءة فقط دون العمل .
·        وكان  يقول : العلم مجموع فى حرفين وهما أن يعرف العبد العبودية ثم يعبد الله تعالى فمن فعل ذلك فقد أدرك الشريعة و الحقيقة .
·        وكان  يقول : من قام فى الأسحار ولازم الاستغفار كشف له عن الأنوار .
·        وكان  يقول : إن أردت أن تتقرب إلى ربك فطهر باطنك وضميرك من الخبث والنية الردية والإضمار بالسوء لأحد من خلق الله عز وجل .
·        وكان  يقول : اعلم يا ولدى أن الله ما أمرك إلا بإتباع نبيه صلى الله عليه وسلم و قد نهاك عن كل شىء يؤذيك فى الدنيا و الآخرة فما بالك تخالفه .
·        وكان  يقول :  إن كنت يا ولدى تقنع بورقة تزعم أنها إجازتك  فإنما إجازتك الحقيقية هى  حسن سيرتك والإخلاص فى سريرتك وشرط المجاز أن يكون أبعد الناس عن الآثام  كثير القيام والصيام مواظبا على ذكر الله تعالى على الدوام فأن العبد كلما خدم سيده قدمه سيده على بقية العبيد  فهذه هى الإجازة الحقيقية ، وأما إذا ادعيت وعصيت ربك قال لك أف لك أما تستحى أين دعواك القرب منا أين غسلك أثوابك المدنسة لمجالستنا كم توعى فى بطنك من الحرام وكم تنقل أقدامك إلى الآثام و كم تنام وأحبابى قد صفوا الأقدام أنت مدع كذاب  والسلام .
وكان  يقول : الله خصم كل من شهر نفسه بطريقنا و لم يقم بحقها واستهزأ بنا ، ومن لم يتعظ بكلامنا فلا يمشى فى ركابنا       .

تابع القراءه »