لا نؤذي أحدا من خلق الله



-         روى أبو داود وغيره مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ [ لا تنزع الرحمة إلا من شقى ] ] .
-         وروى الحاكم وغيره : [ [ أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال له : إن رحمتها رحمك الله ] ] . يعني إذا ذبحتها فاذبحها وأنت راحم لها وليس المراد أن يترك ذبحها أصلا .
-         وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة واذبحوها صالحة ] ] .
-         وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ أن رجلا دنا من بئر فنزل وشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له ذلك فأدخله الجنة ] ] .
-         وروى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعا : [ [ من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن يعتقه ] ] .
-         وروى الطبراني وغيره مرفوعا ورواته ثقات : [ [ من ضرب مملوكا ظلما اقتص منه يوم القيامة ] ] .
-         وروى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ [ إخوانكم خولكم فضلكم الله تعالى عليهم فمن لا يلائكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله ] ] .
-         وروى أبو يعلي والطبراني : [ [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا وصيفة له وهي تلعب فلم تجبه وقالت لم أسمعك يا رسول الله لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك ] ] . وفي رواية : [ [ لضربتك بهذا السواك ] ] .
-         وروى مسلم وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال : [ [ لعن الله الذي وسمه ] ] .
-         وروى الطبراني وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الضرب في الوجه . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أن لا نؤذي أحدا من خلق الله تعالى بضرب أو هجر أو كلام أو نحو ذلك إلا بأمر شرعي .
-         وقد عدوا الإضرار بالناس من الأمور التي تقارب الكفر وأنشدوا في ذلك :
كن كيف شئت فإن الله ذو كرم ... وما عليك إذا ما أذنبت من باس
إلا إثنتين فلا تقربهما أبدا ... الشرك بالله والإضرار بالناس .
-         وإيضاح ذلك أن حقوق الآدميين مبنية على المشاححة من أصحابها إذا نوقشوا الحساب يوم القيامة ولا يخرج عن حكم هذه المناقشة إلا أفراد من الناس والجمع الغفير كلهم يناقشون ويحصي الله تعالى عليهم مثاقيل الذر لعدم مناقشتهم نفوسهم في دار الدنيا وتركها هملا كالبهائم السارحة بخلاف الأفراد الذين ناقشوا نفوسهم في حقوق الله تعالى وحقوق عباده لا يناقشون في الآخرة لأنهم قضوا ما عليهم في الدنيا وإن وقعت مناقشة فإنما هي في أمور يسيرة خفيت عليهم ففرطوا فيها . والله أعلم .
-         واعلم أن من أشد الناس مناقشة ومشاححة لخصمه يوم القيامة العلماء الذين لا يعملون بعلمهم فإياك أن تؤذي أحدا منهم فإنك لا تقدر على أن ترضيه في الدار الآخرة أبدا لكثرة إفلاسه وفقره من الأعمال الصالحة فإن المسامحة معدودة من صدقات العبد والصدقة لا تكون إلا على ظهرغنى ومن كان فقيرا شح ضرورة ولو أنه أعطى أحدا شيئا تبعته نفسه قهرا عليه فإياك وغيبة كل فاسق في دار الدنيا إلا بشرطه بل قال بعضهم في معنى حديث لا غيبة في فاسق أي احفظوا لسانكم في حقه ولا تغتابوه فجعل لفظة لا ناهية .
-         فإياك يا أخي أن تستغيب فاسقا أو تؤذيه أو تشق عليه أو تستعمل عبدك أو أمتك في أمر يعجزان عنه أو تحمل دابتك فوق طاقتها أو تسم شيئا من الحيوانات بالنار إلا بأمر شرعي كوسم إبل الصدقة أو غنمها أو كي الحيوان لمرض ونحو ذلك وقد نصحتك والله إني أعرف من بعض الحساد الذين تمكن فيهم البغضاء والحسد أنه لو عرض عليه بعض أعدائه يوم القيامة جميع أعماله الصالحة ليأخذوا ثوابها في نظير غيبة واحدة فيه ما رضي بها فكيف حال من لا تحصي غيبته في الناس فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: