نعم الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش
لا يكاد ينقطع عجبنا من مهاجمة بعض المتطرفين لأَتْبَاع الإمام الأشعري ولأتباع الأئمة الأربعة و للسادة الصوفية ، مع تزكية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهؤلاء ، فقد جاء في مستدرك الحاكم بسند صحيح حديث رقم: (8300) والطبراني في الأوسط رقم: ( 1482) والكبير رقم:(1216) وأحمد في المـسند رقم: ( 18977) وابن حجر في الإصابة رقم (685) عن عبد الله بن بشر عن أبيه رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( لتَفْتَحُنَّ القسطنطينية ، ولنعم الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش )
والأمير الذي فتح القسطنطينية هو محمد الفاتح ، وكان حنفيَّ المذهب، ماتريدي المعتقد، صوفَّي المشرب، وكان الجيش الذي معه كلهم من أتباع الأئمة الأربعة ، وعلى طريقة أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي في الاعتقاد، وعلى مذهب أهل التصوف في السير والسلوك، ومع ذلك نجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثني على الأمير وعلى ذلك الجيش أيضا ويزكيهم ، فهذه التزكية لها قيمتها ودلالتها التي لا تخفى على أحد، والتي تفيد صحة ما عليه أتباع الأئمة الأربعة، فقهاً واعتقاداً وتصوفاً - و هو منهج الأزهر الشريف -، لأنهم مشمولون بقول النبي صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم، ( ولنعم الجيش ذلك الجيش )، وأي طعن بعد ذلك على هؤلاء السادة الكرام الغرر الدرر يعد ردا على رسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه يعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مدح أقواما، وهم بنظره القاصر موضع ذَمٍّ وتكفيٍر وضلال، والمشتكى إلى الله سبحانه وتعالى.