إعمال الفكر فى الجهر بالذكر
- قال الإمام السيوطي رحمه الله أنه وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر واحاديث تقتضي
استحباب الإسرار به والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص .
- وإليك أحاديث وآثار
تبين استحباب الجهر بالذكر والحث عليه إما تصريحا أو التزاما.
1- عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا سلم من صلاته قال بصوته
الأعلى : ( لا
إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا حول ولا
قوة إلا بالله )
رواه مسلم والترمذي
2- وعن السائب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" جائني
جبريل فقال: مر أصحابك يرفعوا
أصواتهم بالتكبير ".
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه النسائي وابن
ماجه
3- عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: " أن رفع الصوت بالذكر حين
ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -
قال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته "
رواه
البخاري .
4- وعن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع : انطلقت مع النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ليلة، فمر
برجل بالمسجد يرفع صوته بالذكر قلت: يا رسول الله عسى أن يكون ذلك مرائيا
؟ قال: لا ولكنه أواه
وفي رواية عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين : إنه
آواه وذلك أنه كان يذكر الله .
أخرجه الامام أحمد .
5- وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذ قال: هل
فيكم غريب يعني (أهل الكتاب) قلنا : لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب فقال: ارفعوا
أيديكم فقولا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يده ثم قال: «الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها
ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم»
أخرجه الحاكم
6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" أنا
عند ظن عبدي بي .. وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه "
( أخرجه
البخاري ومسلم وأحمد ) والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.
7- وفي رواية لأحمد في الزهد عن ثابت قال: كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكفوا فقال: " ما كنتم تقولون؟ قلنا
نذكر الله قال: إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم قال: الحمد
لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " . فكف سيدنا
سلمان وأصحابه عن الذكر لقدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم دليل على
أنهم كانوا يجهرون فيه قبل قدومه وهذا دليل الجهر به .
· و إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في
الجهر بالذكر بل فيه ما يدل على استحبابه إما تصريحا أو التزاما وأما معارضته
بحديث ( خير الذكر الخفي ) فهو تظهر فيه معارضة احاديث الجهر
بالقرآن بحديث (المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) .
· وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام والجهر
أفضل من غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى ويطرد النوم ويزيد في
النشاط وقال بعضهم ( يستحب
الجهر ببعض القراءة والإسرار لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر والجاهر قد يكل فيستريح
بالإسرار ) .