الاجتماع والتحلق للذكر ما يسمى بالحضرة ( وفى المساجد )
- الاجتماع
على الذكر سنة نبوية ثابتة بأدلة الشرع الشريف .
- أمرنا الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز فقال تعالى : { واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُريدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ } [ الكهف : 28 ]
.
- وقد تظاهرت الادلة على ذلك ويكفى فى ذلك حديث أنس رضى الله عنه : " إذا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجنة فَارْتَعُوا قالوا وما رياضُ الجنةِ قال حِلَقُ الذِّكْرِ " قيل
وما الرَّتْعُ قال سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ
(أحمد ، والترمذى - حسن غريب - ، وابن شاهين فى الترغيب فى الذكر ، والبيهقى
فى شعب الإيمان ) .
- ويقول تبارك وتعالى فى الحديث القدسى :عن ابى هريرة رضى الله عنه : " يقول الله أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته
فى نفسى وإن ذكرنى فى ملإ ذكرته فى ملإ خير منهم وإن تقرب إلى
شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتانى يمشى أتيته
هرولة " .
رواه الشيخان البخارى ومسلم .
- وعن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال : ما أجلسكم ؟
قالوا جلسنا نذكر الله قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا والله ما أجلسنا إلا
ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله
عليه وسلم أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة
من أصحابه فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا
للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك
قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز و جل
يباهي بكم الملائكة . (مسلم(
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس
الذكر فى الأرض فارتعوا فى
رياض الجنة قالوا وأين رياض الجنة قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا فى ذكر الله
واذكروه بأنفسكم من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده
فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه " (عبد بن حميد ، والحكيم ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، وابن شاهين فى
الترغيب فى الذكر عن جابر) .
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن
لله ملائكة سياحين فى الأرض فضلا عن كتاب الناس يطوفون فى الطرق يلتمسون أهل الذكر
فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم
بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادى فيقولون
يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك فيقول هل رأونى فيقولون لا والله ما رأوك
فيقول كيف لو رأونى فيقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر
تسبيحا .............. الى أن قال ، فيقول فأشهدكم أنى قد
غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول هم القوم
لا يشقى بهم جليسهم .
(أحمد ، والبخارى ، ومسلم )
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم
- إلا قاموا عن أنتن من جيفة "
(الطيالسى ، والبيهقى فى شعب الإيمان ،
والضياء عن جابر) .
- وأخرج الامام أحمد : عن عون بن عبد الله قال : كنا نجلس إلى أم الدرداء ، فنذكر الله عز وجل
عندها ، فقالوا : لعلنا قد أمللناك ؟ قالت : تزعمون أنكم قد أمللتموني ، فقد طلبت
العبادة في كل شيء ، فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الدين من مجالس الذكر .
- وقد قال الامام النووى رضى الله عنه : ( اعلم انه كما يستحب الذكر ، يستحب الجلوس
فى حلق اهله ، وقد بوب فى كتابه رياض الصالحين باباً اسماه فضل حِلَقِ الذكر والندب إِلَى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر
· وكما أنه يستحب الجلوس فى حلق للذكر فإن أولى الأماكن بالذكر هى المساجد ، ولذلك لما دخل الاعرابى المسجد وبال فيه
أمام رسول الله قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه المساجد لا تصلح لشىء من القذر والبول والخلاء وإنما هى لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة "
(أحمد ، ومسلم ، وابن خزيمة ، والطحاوى ،
وابن حبان عن أنس)
- بل إن الله تبارك وتعالى جعل للذين يحرصون على ذكر الله فى المساجد شأن يوم
القيامة : " فيقول الرب يوم القيامة سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل
الكرم قيل وما أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال: أهل
مجالس الذكر فى المساجد "
(أحمد ، وابن حبان ، وابن شاهين فى
الترغيب فى الذكر ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وأبو يعلى ، والضياء عن أبى سعيد)
- وقد ذم الحق تبارك وتعالى الذين يمنعون المؤمنين من ذكر الله فى المساجد وتوعدهم بالخزى فى
الدنيا والهوان ، وأما فى الاخرة فلهم أشد العذاب ، حيث قال تبارك وتعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا
خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ( البقرة )
· واحتج المخطئون بما يروى عن ابن مسعود من أنه دخل على جماعة يذكرون الله فى المسجد
فمنعهم ...قال أهل العلم الحديث لا يصح عن ابن مسعود فإن فى سنده مجالد بن سعيد ولا يحتج به ، قال ابن عدى عامة ما
يرويه غير محفوظ وقال الامام أحمد مجالد بن سعيد ليس بشئ .
- وقال الامام أحمد فى الزهد حدثنا المسعودى عن عامر بن شقيق عن ابى وائل قال هؤلاء الذين
يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط الا ذكر الله
فيه . وإذا قدرنا ثبوته فهو معارض لاحاديث كثيرة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم .