مظاهر الذكر
معنى الذكر فى اللغة
- الذِّكْرُ و الذِّكْرى و الذُّكْرةُ ضد النسيان تقول ذكرته ذكرى غير مجراة
، واجعله منك على ذُكْرٍ و ذِكْرٍ بضم الذال وكسرها بمعنى ، و الذِّكْرُ الصيت
والثناء قال الله تعالى { ص والقرآن ذي الذكر } أي ذي الشرف . هذه بخصوص معنى الذكر مطلقا .
- وذكر الله يستعمل فى الشرع بمعانى أعم ، مثل خطبة الجمعة سماها الله
ذكرا قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } . وسمى الله الحج ذكرا قال تعالى { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } .
- وسمى ربنا الصلاة ذكراً قال تعالى { فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } .
- وسمى سبحانه وتعالى القران الكريم ذكراً قال تعالى { ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ } .
- والذكر له صور متعددة أخرى وكثيرة منها
( مجالس قراءة القران ، ومجالس العلم ، ومجالس ذكر الله من التسبيح
والتكبير والتحميد والتهليل لا اله الا الله ، وذكر اسم الله المفرد
الله ، والسعى فى قضاء حاجات الناس ، والاصلاح بين الناس
، والسعى على الرزق من الحلال الطيب ابتغاء وجه الله ، والدعاء ، وكل
ما يبتغى به العبد وجه الله فهو ذكر لله ) .
· والذين يحاولون تعسفا ان
يقصروا معنى الذكر على الصلاة او قراءة القران ، كلامهم مردود عليهم بنصوص الايات
والاحاديث .
- الذكر غير الصلاة ولكنه يدخل فيها ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) (103 النساء )
( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) (45- العنكبوت )
- الذكر غير التسبيح والتسبيح نوع من الذكر ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ
ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ
بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ) (41 - آل عمران ).
- الذكر ليس قاصراً على قراءة القران ، و قراءة القران نوع من الذكر " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قيل فما جلاؤها يا رسول الله قال كثرة تلاوة كتاب الله وكثرة الذكر لله " (ابن شاهين)
كما أنه فى قراءة القران قال فاقرءوا ماتيسر منه وفى
الذكر قال اذكروا الله ذكرا كثيرا فهل يعقل ان هناك تعارض فى كتاب الله.
- مجالس الذكر ليست قاصرة على مجالس العلم : فى الحديث أن النبى - صلى
الله عليه وسلم - دخل المسجد فإذا هو بحلقتين إحداهما
يقرءون القرآن ويدعون الله ، والأخرى يتعلمون ويعلمون فقال رسول الله : كل على خير هؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم
وهؤلاء يتعلمون ويعلمون وإنما بعثت معلما (ابن ماجه عن ابن عمرو)
- الحديث الطويل الذى رواه البخارى : ( إن لله ملائكة سياحين فى الأرض فضلا عن كتاب الناس يطوفون فى الطرق يلتمسون أهل الذكر.... فيسألهم ربهم وهو
أعلم منهم ما يقول عبادى فيقولون يسبحونك
ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ) وهذا يدل على أن الملائكة وضحوا عمل أهل الذكر وهو التسبيح والتحميد
والتمجيد والتكبير .