أبو الفتيان " سيدى أحمد البدوى " رضى الله عنه



هو القطب النبوى أبى البـــــركات والفيوضــات الســــيد أحمـــد البـــــدوى

ذكـره ينعش القلـــوب و يحيى                كل روح ويطـرب السامــعينا
كم له من عجيبـــة تذهل اللـــ                 ــــب وكــم من غريبة تـأتـينا

لمَ لُقِّب بالسيد
لقب بالسيد لشرف نسبه ، وسمو حسبه ، وعظيم مكانته وجليل مقامه ومنزلته ، واتصاله بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، و بذا يفتخر رضى الله عنه  فيقول :-

قـَدْ عَلا مَجْدِى وعـَزَّتْ رُتـَبـِى                   بانْتِسَابـِى للنـَّبىِّ العَــــرَبـِى
فـَهـْوَ جـَــدِّى وإلـَيهِ نـَسَـبـِى                    يَـنْتـَهى فـَانْظـُرْ لِذاكَ النـَّسَبِ
وَسـَــقـَانِى خَالِقِى مِن شَــرْبَةٍ                  سـَــلَكَـتْ بـِى لِــطـَريقِ الأدَبِ

فهو من أشهر العائلات وأشهرها ، و أجلها قدراً و أظهرها .

ألقـــــابه و كـــــناه
ولقب ﺑــ " شيخ العرب" لفضله وكبير جوده وكرمه .
و ﺑـــ " البدوى " لما لزمه من ملبس وزى .
وكان يكنى ﺑــــ " أبى الفتيان " لعطفه على الصغير والكبير من بنى الإنسان ،فضلاً عما كان عليه من قوة الجنان وحسن البيان وطلاقة اللسان .
وكنى أيضاً ﺑــــ " أبى فراج " لما شهر من أن الله – تعالى – يفرج الكرب عمن اشتد الكرب به لمن توسل إليه بمكانة السيد لديه وقربه .

كم له فى الورى مناقب فضل                مــا سمــعنا بمــثلها لولىّ
كم شهدنا له كــرامات حـــــق                هى أجلى من كل نور جلىّ


مولـــــــــده

وُلِــدَ رضى الله عنه  بمدينة فاس بالمغرب سنة ست وخمسمائة وتسعين للتاريخ الهجرى ؛ حيث كانت أسرته من عقب فتنة الحجاج بن يوسف الثقفى وما كان من تشتيته واضطهاده لكل شريف علوى لأن جده الشريف محمد الجواد بن حسن العسكرى ، وانتقل إليها مع جمع من بنى عمه ، ومن يَعَزُّ عليه من قومه . ثم رجع السيد إلى مكة وهو طفل صغير مع والده و إخوته ومن معهم من أفراد أسرته وذلك سنة ثلاث وستمائة .

طاب بالغرب مولداً شرف الغرب              وفاضت فى حبه الأشذاءُ
وإلـــى مــكة آتـــاها صــــغيراً                 تتبـاهى بسـيره الأرجـاءُ
واستنــــارت به المنازل والخيف                وسفــح اللـــواء والدهـاء


تربيتـــــه
رُبِّىَ رضوان الله عنه تربية دينية ، ونشأه أخوه الحسن على أخلاق جليلة علية ، واهتم أعظم اهتمام بأمره ، فحفظ الأستاذ القرآن الكريم فى صغره ، وتلقى العلوم العربية ، ونبغ نبوغاً ملحوظاً فى العلوم الدينية ، وتفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه وألف كتاباً قيماً فيه يدل على تمكنه منه ، وقد عُثِرَ بمكتبة المسجد و المعهد الأحمدى الدينى على كتاب مَعْزُوّ إليه فى فقه الشافعى.

فهو بــحر والبـحر نقطة فــضل            من نــــبى سـادت به الأنبياء
وهو باب لحضرة المصطفى من           هو مــن فـــضله عليه الثـــناء


اختلاؤه وتعبده

ما تمت حياته الأولى عملياً ، حتى حُبِّبَ إليه التعبد مختلياً ، فانتحى عن الناس جانباً ، واتخذ من جبل أبى قبيس معبداً ، وجعل يقضى أكثر أوقاته فيه منفرداً ، محتقراً ما فى الوجود من رغبات وشهوات ، وعاش دون أن يتزوج إلى أن مات ، وقد فُتِح عليه فتح إلهى ، وظهر عليه أثر الوجد الربانى .

وفيه ببــاب الحـــق نـال حقــائقاً                بها سرت الأسرار من عالم السر
وفى المشهد القدسى الرفيع مقامه            حـوى رفعة الذات المشرفة القـدر

و لتلك المشاهد الروحانية و التجليات الإلهية شدة فى إبانها وأوائل فيضها ، وربما
لا تقوى النفس على حملها ثم لا تلبث أن تقر وتصير ملكة ثابتة , وحالة تشبه الحالة البحتة , وذلك ما حصل لسيدى أحمد البدوى فى أيام الفتح الإلهى . فلم يلبث أن قر ؛ و إن كان فى نفسه كبيراً و عظيماً قبل أن يستقر و بعد أن استقر .

والفتــوحات التى خص بــــها                  من لدن مــولاه وهــــاب العــطيه
يــــا لـــها من مـــنح ذات سنا                  أعــربت عنه المــقامات الســــنيه

اشتد عليه الوجد وهام مرتقياً إلى أسمى مقام وقد أخذته الحال فترنم بما هو عليه

شربت بكأس الأنس فى خير حضرة             فيـــا طــيبها من حــضرة صمديَّةِ
وتوَّجنى ربــى بتـــــــاج من البـــها              ومن حـلل التشريف ألبست خـلعتى
ومن فــوقها طـرز الــــوفاء بـــنوره             مــكللة مــن فــيض رب الـــــبرية


رده على من رموه بالخبل
وقد رماه بعض أهل الزيغ و الفتون بشدة الخبل والجنون وبمكاشفته لأقوالهم و ما رموه من إفكهم رد بقوله عليهم وعلى مفترياتهم :

لَقَدْ وَصَــفُونِى بالــجُنُونِ جَــمَاعةٌ            فـَــقـُلتُ لـَـهُم بـَيـتاً لـِـــسَامِعِه يَــحـْـلـُو
مـَـجَانِينُ إِلا أنَّ سِـــرَّ جُــــنُونِهمْ             عَــجِـيبٌ عَـلى أعْـتـَابـِهم يَـسْـجُدُ العَـقـْلُ


رحلته و تـنقلاته
رأى رضوان الله عليه أثناء نومه أو غفوته ما يحمله على تنقله وسياحته فشرع فى ذلك وطاف بكثير من البلدان و الأقطار الإسلامية والممالك وكان لزيارة الأولياء الربانيين و الأقطاب والسادة المقربين وكبار و أجلاء الصالحين جزء عظيم من سياحته وكانت " مصر " مهبط وخاتمة رحلته وذلك فى رمضان سنة 634.

حــتى إذا مــن الإلــه بـــه عـــلى           هــذى الــــديار تــكرماً وتــعــطفا
أضحى كبدر تـَـمَّ فى غسق الدجى          بين الــكواكب مــشرقاً مـسـتشرفا

استقراره بطنطا
ثم استقر بطنطا استقراره المكين فى شهر ربيع الأول سنة 637 من الهجرة

إلى طنتدا قد جـاء من خـير بــقعة             فربَّى بـها أقـطاب غــيث ورحمةِ
وأضحت وثوب العز تبدى تفاخراً         على سائر الـبلدان فى حسن بهجةِ
وقد شرفت قــدراً ومـجداً و رفعة            بإمــداد قــطب الله كــنز الـعـنايـةِ

حالـــه بطنطا

جاء إلى طنطا بحال عادية متزيياً بأزياء الأمة العربية ونزل على بعض أهلها و لازم الإقامة فوق السطح بها منصرفاً إلى ربه والاتصال بقربه شاخصاً ببصره إلى السماء سابحاً بروحه فى العالم الأعلى متخلياً عن هذا الكون و ما فيه .


ولــه كراماتٌ أضاءت بهجة             منها يَكِلُّ الفـكر فى كـــــلماته
أنَّى تحيط بـــها مــقالة مادح             لو صاغ زهر الأفق فى أبياته
و هو الذى صام النهار عبادة            كمثال ما أحيى الدجى بصلاته
و له مع الرحمن حال صادق            حــسبت به الأيــام فى حــالاته

لم يلبث أن نم عليه حاله كما ينم النور على البدور أو شذا النشر على جيد العطر فهرع إليه الناس من كل جانب وذهب ذكره فى المشارق والمغارب زكثر أتباعه ومريدوه و هدى الله كثيراً من عباده الحضرة الربانية والمقامات القدسية .

وقـد رفـع الإله له مـــقاماً            به خفض الزمان له جِـناحا
أطل ما شئت فيه ثنا وقولاً         ولا تخش المـلامَ فلا جُـناحا


آثــــاره فى الأمـــة

قام عليه الرضوان بالتربية الروحية وتطهير النفوس من شوائب نقصها المزرية ورفعها من حضيض الحيوانية إلى أوج الصفات الملكية وأوصل الكثيرين إلى الكمال الإنسانى إلى حضرة الإله العلى .

من بحره أهل الصفا شربوا وكـ                   ــــلُّ الأولــياء بــفضله تـتزود
قطب الوجود أبو الوفود ومن له                   تلك الكرامات التى لا تجحد

كان يأتيه الرجل البسيط القروى فلا ينقلب إلى أهله إلا وقد امتلأ بالحب الربانى والكمال النفسانى والسمو العلوى كما كان جــده سيد الأنام عليه الصلاة والسلام حيث كان العربى الأمى يجلس بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم فلا ينصرف من مجلسه فلا وهو من أفقه و أحسن الناس معرفة وحالاً و أشدهم بالملأ الأعلى اتصالاً وإن قلما سمعه أو تلقاه فى مجلسه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم  
وعلى هذا كان الســـــيد البدوى رضى الله عنه  فلا يعلم أحد إلا الله قدر من انتفعوا على يديه من هذه الوجهة
مباشرة أم بالواسطة.

لهذا صار للأقطاب قطبا            سموا بشذا محامده افتتاحا
فلو أن السها سامته قدرا               لخلنا جـِــدَّ غــايته مــزاحا


أخـــلاقه وعبـــاداته

كان رضى الله عنه  كثير الصيام ، قليل الكلم إلا فى نفع الأنام ، وكان صحوه ويقظته أكثر ما يكون من غـيـبـته ، وكان له إمـــامان به فى كل الأوقـــات يصليان ، وكان يقوم الليل ولا يفتر عن متابعة قراءة القرآن .

أوتى الفضل مثل ما أوتى الحـكــ             ــمة فى نطقه وحسن الخطاب
منهل لا تزال ظمأى الأمانى                  من جـــداه تروى بخير شراب

كان جم العلم غزير المادة عالى الكعب واسع الاطلاع بحراً لا قرار له اعترض عليه عدد من العلماء فأدهــشهم بكشفه و اطلاعه واختبره جماعة من الأجلاء فأذهلهم بعلمه وقوة إقناعه . تحداه ابن دقيق العيد الشهير فذل بين يدى السيد وخضع وذهب لامتحانه الشيخ عبد العزيز الدرينى الكبير والعلامة الجليل القدير فبفضله اقتنع و إلى التسليم و الانقياد أسرع وفى رحاب السيد قبع وقال مفتخراً بهذا فأبدع :

يقولون يا عبد العزيز بن أحمد               بمن فى طريق القوم ما عشت تقتدى
فقلت بأستاذى و شيخ مشايخى               وشـــيخ طريقى و الحـقيقة أحـــمدِ

و تنقصه وخاض فى حقه الشيخ ابن اللبان فكان ما كان من سلبه الإيمان ولولا الاستغاثة بمولانا السيد ياقوت العرشى وتوسله بكل ولى واستتابته و أخذ التعهد بعدم العودة عليه لما رد الإيمان عليه .

هو البحر ذو الإمداد والفيض والندى             عظيم الجدا مـــبداه عين الشريعةِ
هو الجوهر المكنون فى معدن الرضا               بأسراره جـــــلت شموس الحقيقةِ

ما سمع أحاديثه أَحَدٌ ، و لو كان كأُحُدٍ إلا جُذِبَ قلبه و أُسِر لبه ، نجتزئ من بلاغته وحسن براعته
و فصاحته ما بصلاته الجليلة المشهورة وصيغته المتداولة المأثورة والتى يصف فيها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ويصلى عليه بها فيقول :

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ وَلَمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَأَفْضَلِ الْخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَأَشْرَفِ الصُّوَرِ الْجِسْمَانِيَّةِ وَمَعْدِنِ الْأَسِرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْإِصْطِفَائِيَّةِ،صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَّةِ وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ مَنِ انْدَرَجَتِ النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوائِهِ فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ عَدَدَ مَاخَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيَتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيراً وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

كلم كأن الشـهد من ألفاظها               جار و أن الطيب منها سائر
وكان أنفاس المسيح نسيمها             إذ من شذاه لكل ميت نــاشر

ومن نزوله وتبسطه فى أقواله واضحة جليه منها قوله :-
"
طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة السنية ، وعلى الصدق والصفاءوحسن
الوفاء والولاء ، والإخلاص لله ذى الآلاء ، و بذل الندى وحمل الأذى ، وحفظ العهود والوفاء بالوعود

"
حكم تنــجلى بآيــات فضل             تتســـامى بخير نصح مــتين
هكذا هكذا الرشـــــاد و إلا                فالمعالى بغير حصن حصين


وصــاياه لخليفته

ومن وصاياه لخليفته المتفانى فى خدمته ، صاحب الحال والمقال السيد عبد المتعال:-
"
يا عبد العال إياك إياك وحب دنياك ، فإن حب الدنيا الرجل يفسد صالح العمل كما يفسد الخلُّ العسل . "
"
يا عبد العال ؛ يقول الله تعالى فى كتابه المكنون " إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا والَّذِينَ هُم مُّـحْسِنُونَ" فعليك بكثرة الأذكار واعلم أن ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار . يا عبد العال أشفق على اليتيم واكسُ العريان و أطعم الجيعان و أكرم الغريب والضيفان."


قام عليه الرضوان جاهداً فى تربية مريديه عاملاً على تطهير و رفعة شأن تابعيه مركزاً و محطاً للأقطاب و الأبدال محاطاً بالكثيرين من فطاحل و عظماء الرجال وقد عُزِىَ إليه أنه تكلم بهذا وقال :


أنـــا بحر بلا قــــرار وبــرٍّ                 شرب العارفون من بعض مــــائى
وإذا بــان فى الولاية غَــوْثٌ                   فهو من تحت قبضتى و ولائـــــى


علا فى الخافقين قدره وشهر بعظيم الكرامات ذكره وكل خواطره و أقواله مؤيدة بالبراهين القاطعة
و الأدلة القوية الناصعة ولم يــــزل


وفــاة السيد وتاريخ ذلك

حتى آتاه اليقين وقد بلغ سنه التاسعة والسبعين وكانت وفاته فى ثانى عشر من ربيع الأول سنة
ستمائة وخمسة وسبعين .

ومن العجائب أن بحراً ضمه              لـــــحد وغيَّـــب ذاته فى ذاته
لكنه إن غــــــاب فيه صورة              هو حـاضر معنا مدى ساعاته

ذاع أمر الســـيد وشــاع             فى جميع الأقطار و سائر البقاع

فإذا أردنا حصر كل صفاته          ضاقت دفاترنا وكل المُنْشِدُ
ونهاية الأقـــوال رتبته علت         تحت النبوة لم يصلها عـابدُ


مواسمه و احــتفالاته

إن أول مواسمه ما يرى من عظمة الاحتفال بمولده وأصل هذا المولد أن السادة الصوفية جاءوا إلى طنطا عقب وفاة السيد للتعزية ومواساة خليفته ومن معه من مريديه وجماعته و شيعته ولما أخذوا فى انصرافهم خرج السيد عبد العال خليفته ومن معه إلى خارج البلدة لتوديعهم فوعدوه برجوعهم إليه فى كل عام للتمتع بالزيارة والتعبد أياماً بجوار الضريح والمقام ومن تلك السنة صارت عادة الموالد المستحسنة


و قد سعت أولياء الله فى ملأ           من الرجال ذوى الأنفاس والهمم
كم من تقىٍّ وكم قطب آتاه وكم            من عارف جاءه يسعى على قدم
كيما يفوز بأســــــرار يسر بها            = من فيض إفضاله مع وافـر النعم

تضاعف عدد قاصديه كل عام و كثر وذاع أمر هذا المولد بعد ذلك واشتهر واهتم بميعاده من تتابع
من رجال الصوفية فى إحيائ ة الاحتفال من انتسب إلى طريق السيد المعروفة بالأحمدية و انضم إلى ذلك الكثيرين من أعيان الأمة المصرية واشتركت إلى عهد قريب فيه الهيئات الحكومية .


المولد الـرجبى

ومن المواسم الشهيرة للسيد البدوى مولد النفحات والكرامات المعروف بالمولد الرجبى وأصله أن الشيخ رجب الرجباوى المحلاوى أحد رجال و أتباع الطريق الأحمدى حضر إلى طنطا فى شتاء سنة 1232 و أقام بالمسجد أسبوعا بمن معه من أتباع و مريدين ثم رأى أن يُغَــيِّر و يجدد تلك العمامة التى فوق تابوت قبر السيد وجعل ذلك عادة سنوية وبهذا تضاعف العدد بتوالى الأعوام وسمى ذلك بالرجبية .وفى هذا الموسم و المولد العظيم تتوالى الرحمات وتجاب الدعوات وتكثر البركات لقصره على العبادات وبذل الصدقات واغتنام النفحات .


لذلك أقف ...... و بعجزى وقصورى وتقصيرى أعترف ؛ قائلاً حسبى ... نعم .. حسبى .... حسبى حسبى فلست أفى ببعض صفاته = لو أن لى عدد الــورى أفــواها  كم من لائم لامنى على ما يكون فى موالد السيد منى وكم من معترض على شدة حبى و معتقدى و وقوفى بباب شيخى وسيدى و سندى .
أيها المعترض و اللائم :-

لا تلمنى عــلى الوقـوف بباب            تتمنى الأملاك فيه وقـــوفى
فهو بـاب مجرب ذو خواص              كان منها إغـــــاثة الملهوف
من يــروم الفـــتوح مما سواه              طرقت بابه أكف الحــــتوف
أنا منه حــيّاً وميتاً بدنــ                  ـــيــاى و أخراى لست بالمصروف
فليلمنى من شـــاء إنى مــوال               رافل من ولائـــــــه بشفوف
فهو شيخى وقدوتى ومـلاذى           و أنا الخادم الضعيف المنوفى


فاللهم إياك أسأل وبخير و أفضل أنبيائك إليك أتوسل أن تنفعنا بسره و سيرته وتوفقنا لدوام التمسك بمحبته و أن تعفو عن زلاتنا و تتجاوز عن هفواتنا و أن تنظر بعين عنايتك إلينا و آلنا و إخواننا ومحبينا ومن تبعنا .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تم بحمد الله نقل نص كتاب المدد العلوى عسى الله أن ينفع به جموع المحبين

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: